قصة وداع بليغ حمدي ووردة الجزائرية واغنية بودعك
عام 1979م انفصل الثنائي بليغ ووردة إنسانياً وفنياً.. بعد طلاقهما بهدوء شديد وسط دهشة كبيرة داخل الوسط الفني وخارجه.
ورغم الانفصال الفني والإنساني بين بليغ ووردة بقي الحب بينهما والاحترام المتبادل..
ولكن كما صادف بليغ حسن الحظ في بداية حياته صادفه سوء الحظ في نهايتها بعد قضيته المشهورة وهي انتحار إحدى الفتيات من شرفة منزله في ظروف غامضة، أُجبر بليغ حمدي بعدها على مغادرة مصر لمدة خمس سنوات قضاها في باريس وغيرها من الدول ، وكانت أسوأ سنوات عمره، حيث تدهورت حالته الصحية، وفي منفاه الإجباري أرسل بليغ لوردة أغنية «بودعك» التي كتب مطلعها وأكملها الشاعر الغنائي منصور الشادي.
وكانت هذه الاغنية آخر ما سيلحن لها، ترددت وردة كثيرًا في البداية أن تغنيها ولكنها قبلت بها في النهاية ويشاع أن أغنية «الحب اللي كان» التي كتبها بليغ لميادة الحناوي كان قد كتب كلماتها لوردة بعد انفصالهما مباشرة.
كان بليغ يشعر بقرب النهاية، وتضاءل أمله في عودة وردة إليه وثبوت براءته في قضيته.. لكن الأقدار أبت أن يموت بليغ مظلوماً فتم الحكم ببراءته.. وعاد بليغ إلى مصر وقلبه منهك بجراح غائرة بين ظلم وقع عليه وبين قصة حب فاشلة وأخرى لم تكتمل وأخرى أصبحت حدوتة.
بعد عودة بليغ إلى مصر ازدادت صحته تدهوراً.. فغادر مصر للمرة الأخيرة متجهاً إلى باريس لاستكمال علاجه.. وهناك لفظ أنفاسه الأخيرة وتمزقت أوتار عوده الشجي الحزين لتكف عن العزف إلى الأبد.. مات بليغ غريباً لكنه أبى إلا أن يدفن في تراب مصر.
مات بليغ في 12 سبتمبر عام 1993م ليشيع في جنازة مهيبة.. بعد رحلة حياة مليئة بالعطاء رغم قصرها.